!~ آخـر مواضيع المنتدى ~! |
|
إضغط علي
![]() ![]() |
|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||||
| |||||||||||||
![]() بالأمس أمطرت في قريتنا لكنها لم تكن غزيرة ،نسيتُ معطفي عند صديقتي في آخر الشارع و لم أملك الجرأة التي تجعلني أخرج في المطر لجلبه ، بدأ الجو يصبح بارد كنت وحدي في البيت رحل أهلي لزيارة أحدهم ، أيقنتُ بعد دقائق أنني سأموت من البرد هنا.. ولن ينقذني أحد أبداً، يا الله كم كان الجو بارد .. بارد جداً تسلل البرد إلى أطرافي وقلبي أيضاً ، بدأ النبض يصبح ثقيلاً رويداً رويداً حتى كدتُ أختنق ، هل سأموت هنا ؟ ما هذه الموتة الحقيرة .. سيكتب الناس بالصحف ماتت فتاة في السابعة عشر ، لا أظن بأنهم سيذكرون إسمي كنوع من التراجيديا ، هل سأكون شيء لا يُذكر في هذا العالم ؟ لكن نحنُ في الصيف أنا متأكدة من هذا لقد تفحصتُ ورقة التقويم ألف مرة لأتأكد بأننا في السابع من يوليو ما الذي يجعل السماء تبكي بهذه الطريقة الوحشية ؟ فكرتُ أن أكون إيجابية قليلاً .. حسناً ربما اشتاق الله لي ! على أي حال سأموت .. البرد لا يرحم ، وأنا بارد جداً أطرافي لا تكاد تسفعني للصراخ على أحد الكارثة أن المطر لا يسقط إلا فقط على سطح منزلي سحقاً ! هناك العديد من المنازل في القرية لم هي جافة ؟ الغيمة فوق منزلنا فقط حتى الشوارع لم تبتل بقطرة مطر واحدة حتى يا الله تمطر بشدة .. بدأتُ أبكي إنه الوقت المناسب للبكاء .. من الأفضل لي أن أبكي كي أجعل موتي درامياً لكن موتي ليس نهاية .. موتي كالشهب بداية لأمر ما ، أخمدت الأمطار صوت عويل قلبي وتنهيداتي للناس بالنجدة .. حتى الشبكة في الهاتف لا تعمل والبريد الالكتروني مُعطل لأنني نسيتُ كلمة السر الخاصة بي هل اتفق العالم كله على موتي ! إن كان هكذا من الجيد أن أصلي ، أن أقدم شيء لحياتي كما يقول الله بحثتُ على ماء للوضوء لكن لم أجد يا الله ما هذا الذي يحدث لقد فرغت المياه من المنزل ! حسناً سأتيمم ؟ لا بأس .. لكنني فقدت قدرتي على المشي حتى إنني ثابت كالصنم هنا على الأريكة.. هل سأموت دون أن أدعي أن أدخل الجنة حتى! بكيت .. بكيت من داخلي ، إنني مصاب بمتلازمة كرابي لقد أخبرتكم بهذا قبل أيام لهذا لا يسبب البكاء لي الكثير من الضجر إنني معتادة عليه ، صوت المطر يعلو إنها لا تمطر إنها تصرخ وتسحق واللهِ لقد فقدتُ الأمل كله ، سأموت .. هذه النهاية للأسف ، نهاية سخيفة دون أي نوع من الخلود تكورتُ على نفسي كالجنين و بدأت أجهش أكثر في البكاء كي أخفي صوت المطر الذي أرعبني يا الله انتهيت .. كل شيء انتهي ، بعد دقائق سأرحل وسيرحل شغبي من المكان ، فُتح باب منزلنا .. ها.. هناك أحدهم في الخارج من ؟ ناديت لكن احداً لم يجيب .. جاء مِن هناك قال بأنه سقط من الجنة على سطح غرفتي أمسك بيدي .. شد عليها فشعرت بالدفء يخترق كل حواسي حتى أفلتها لأشعر بالبرد ! فتح الشباك نهرته لكنه لم يجيب .. زال المطر وانتهى .. لا أصدق إنها توقفت أشرقت شمس لونها يشبه عينيه تماماً .. كان البيت مُطلي باللون الرمادي لكنه كلما تجول في مكان تلّون ! لكنه أعاد كل شيء للحياة ..ّ ناداني .. همس لي أن تعالي هنا في أحضاني .. ترددتُ قليلاً لكني من فرط الدهشة ركضتُ .. اندفعتُ نحوه تماماً ، أغلق معطفه عليّ قال بصوت حميم : أنا شمس لقد أرسلني الله لأساعدك حينما فقدتِ الأمل سألته وأنا أبكي : طّيبْ رح تروح ؟ لا أدري .. ربما أجابني أو لا لكنني لا أذكر ما كانت إجابته تماماً .. كل ما يتعين علي ذكره أو فهمه أنني في الوقت الذي سألت فيه ذلك السؤال كان يلتهمني أكثر بين يديه .. كان يعديني للحياة بطريقته الخاصة ، في تلك اللحظة التي شعرتُ فيها بأنه لم يعد سبيل واحد للنجاة فتح لي كل السبل بصراحة من الوهلة الأولى شعرت بأنه شمس أو قطعة منها أرسلها الله لي لكنني أعتقدتً بأنني أهذي لا أكثر ولا أقل ،! احتضنته .. صار الجو حاراً جداً .. حاراً بطريقة مُستفذة ناولني كأس ماء من على الطاولة رأيت الدلافين تسبح في الكأس لشدة فرحتها من الموقف.. قلت له بأنني لن أستطيع شرب المياه طالما أن الدلافين تستقر هنا ؟ قال بالعيون أنه لا يهم شدني من يدي وذهب بي لشارع في الحي .. كان مليئاً بالمياه ! ارتويتُ ..ارتوت وابتلت كل عروقي رأيتهُ يحترق .. بكيتُ لفراقه .. لكن لا يحق له أن يرحل بعد كل هذا الشغب الذي حدث في وجوده ؟ قال بأنه شمس وبأنه سيشتعل ويرحل للسماء ولوّح لي موُدعاً لكن في لحظة ما .. بعدما تشبعتُ وحاولت أن أسترق النظرات لصورة صديقاتي المعلقة على الحائط وتفقدتُ كل أرجاء قريتي ..هرولتُ إلى أحضانه .. واحترقنا سوياً ! أنا أحدثكم الآن من هناك .. إنها جميلة جداً .. وأكثر بقليل ، لا يهم أنني خسرتُ أهل الأرض أجمعين وقريتي وصديقتي اللطيفة .. أنا الآن مع شمسي .. هل تدرك حجم السعادة في امتلاك شمس خاصة بك ؟ تحترق بها و تحميك من كل البرد حولك .. هل تدرك حجم الحب أو عمق الشعور .. ما احتمالية حدوث ذلك أو نسبة تصديقه على الأقل ؟ لقد نفذتُ من الحياة دونه لمدة لا بأس بها وبصعوبة بالغة .. لا أعاني من الأرق أو البرد أبداً .. أنا الآن أحترق وأنا بكامل دفئي ورضاي ! المصدر: منتديات بنات فلسطين - من قسم: حصريـات بـنات فلٍسطين als >> |
الكلمات الدلالية (Tags) |
.., شمس |
| |