08-17-2013
|
|
جاء دور مصر ! بقلم : حماد صبح جاء دور مصر ! بقلم : حماد صبح
يبدو من الأحداث الحالية في مصر أن دورها في مسلسل الانهيارات العربية قد جاء . المسلسل يتحرك بقوة قدرية غريبة تجعله في ظاهره خارج التخطيط والإرادة البشريين . إنه شبيه بحال البطل في الأساطير اليونانية الوثنية حين يمضي إلى مصير مأساوي لا خلاص منه . لم هذا التشبيه ؟ لأن الدول العربية تهوي واحدة وراء الأخرى دون أن تستفيد اللاحقة خبرة تقيها مصير سابقتها المهلك . الدولة التي لم يحن دورها في السقوط تكتفي بالقول إنها تختلف عن التي سقطت ، وتفاجأ حين يصلها دورها أنها أضعف من سابقتها . كيف نزل بالدول العربية هذا البلاء ذو السمة القدرية ؟ أهو حقيقة قدر أم تخطيط بشر ؟ الواقع أنه تخطيط بشر أشرار ساندته رداءة بشر أغرار استهدفهم المخطط .وبالواضح : كل ما أصاب العرب دولا وجيوشا ومجتمعات منذ تسعينات القرن الماضي خطط له غربيا وإسرائيليا ، ولم يلقَ مقاومة عربية موحدة صلبة ، بل وجد تعاونا مطلقا من بعض العرب إلى حد النيابة عن الغرب وإسرائيل في تنفيذه بالرجال والسلاح والمال والسياسة والإعلام لذا كان منطقيا أن ينجح نجاحا كبيرا يحمل سمات قدرية غريبة . ومخطط التحطيم والتفتيت الغربي الإسرائيلي للعالم العربي مصرح به . المخططون من القوة والثقة في النجاح إلى درجة التصريح به . وحين نقارن هذا التصريح بسرية وعد بلفور واتفاق سايكس بيكو التي شدد عليها البريطانيون والفرنسيون والصهاينة نعرف الحضيض الذي هبطنا إليه بعد قرن تقريبا . في ذلك الزمان حسبوا حسابا للعرب الذين ما كانوا في جملتهم سوى جماعة قومية طازجة الانفصال عن الخلافة العثمانية . اليوم لم يحسبوا للعرب أصحاب الدول أدنى حساب . قلنا إن المخطط مصرح به . تحدث عنه في ثمانينات القرن الماضي الباحث الإسرائيلي عوديد يانون . وقبل حديثه وضح بن جوريون رئيس وزراء إسرائيل أنه لا أمان لإسرائيل إلا إذا قضي على الجيش العراقي والسوري والمصري . وتوكيدا للمخطط سربت وزارة الدفاع الأميركية مؤخرا دراسة مطولة أعدتها مراكز أبحاث ودراسات متنوعة الخبراء والخبرات تشرح بتفاؤل واثق احتمالات تفتيت الدول العربية إلى دويلات قبل نهاية 2015 . وتعطي محورية أساسية للقضاء على الجيوش العربية في تحقيق التفتيت ، ولا تستثني من ذلك الجيش السعودي . وترى أنه يمكن القضاء على الجيش المصري في 10 شهور بدفعه إلى مواجهة مع الشعب المصري ، فهل ما يحدث الآن في مصر استجابة عمياء لذلك المخطط ؟ المأساوي أن ما يحدث يظهر بهذه الدلالة . وأقر محزون النفس أن مصر تصدم محبيها والمهمومين عليها ترابا وإنسانا وقيمة برداءة أدائها في كل شيء . مصر المالكة لما لا مدى له من عناصر القوة تظهر في أشد الضعف ، ومصر دار العلم لا يطل علينا منها سوى وجوه جهلتها وحمقاها ، ومصر أرض المحبة لا نسمع منها سوى صيحات الكره ، ومصر أسطورة التسامح والتراحم تتفجر الآن تعصبا وقسوة قلب ، ومصر الرحيبة الأفق والخيال لا نرى منها إلا بلدا يعدو معصوب البصر والبصيرة نحو ظلمة الانطواء والانزواء ، فهل كل تلك نذر على أن دورها في مخطط الشر جاء ؟
[hx ],v lwv ! frgl : plh] wfp |